عدد المساهمات : 7 نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 07/03/2012
موضوع: جلست مع نفسي وسألتها الجمعة أبريل 13, 2012 4:08 pm
جلست مع نفسي وسألتها
يا للعجب كيف تتحارب أفكاري داخل حلبة رأسي المشت! أحلامي ضائعة ، أهدافي مبهمة ، لا أعرف كيف أجمع الفتات بعد الشتات ، الأحلام كثيرة تكاد لا تنتهي العين بصيرة واليد قصرت بتقصيري وإرادتي العاجزة ، أصبحت حياتي تدور حول الكذب ، أكذب على نفسي وعلى الناس ، ضحكتي مزيفة لا يرى مني الناس سوى ابتسامة فقدت كل الألوان ، يسمعون مني كلاما منمقا بالرغم من أني أود شتمهم جميعا ، قالت لي: إن فكرك مبعثر ونفسك من الداخل تعاني من الضياع ، وها هي مشكلتك : لا نظام . جلست مع نفسي وتأملت ، هنالك خلف الكواليس ، تلك الدوامة السوداء، إنها تعج بالفوضى ، الغضب ، الحيرة ، الدمار ، الضياع ،المأساة ،......... ألوان باهتة ، حياة مزيفة ، نفسية غريبة ، مستقبل مشوه الملامح ، حاضر مبهم الحدود ، أمل ضيق الآفاق ، ............... جلست مع نفسي وسألتها: ترى من سمح لتلك الدوامة بالهيجان والتمرد؟ من سمح لها بأن تكبر وتسيطر وتعج بالارتباك ؟ أهذه هي الفوضى؟ أهذا ما يسمى عدم النظام ؟ لا أعلم إن كان مصطلحا مناسبا ، جلست مع نفسي وسألتها : ترى ما النظام؟ كيف أسير حياتي وفق نظام؟ في الحقيقة لست فتى أدغال يعيش وفق قانون الغاب، لست شخصا ينادي بالحرية والتحرر من القيود ، إنما أنا شخص يبحث عن الاستقرار بطرق غير منظمة ، ويجعل من أشياء كثيرة نظاما من دون تخطيط ، الأولويات غير واضحة ، المبادرة غير موجودة ، وأشياء كثيرة فارغة تملأ وقتي وتضيعه وتقنعني باغتنامه ، لا أريد أن أظلم نفسي فقد أنجزت أعمالا كبيرة وحققت نجاحات رائعة في أشياء كثيرة ،لكنها كانت على حساب أشياء أخرى وأخذت حق غيرها مما قل من قيمتها عندي فأصبحت غير مهتمة بها لأني لم أحس في داخلي بنجاح أو تغير جوهري . جلست مع نفسي وسألتها: ما المشكلة؟ لم أفهم بعد أدركت أن هنالك كلمات ومبادئ كانت أساسا لحياتي : الإرادة، الأمل ، التفاؤل ، الطفولة ، البراءة ، الطيبة ، ............... أشياء كثيرة عاملتها بقسوة ولم أعترف بها فهجرتها وتركتها ، فتولد الفشل والكذب والنفاق والرياء . اكتشفت بأني أهرب للأسفل ، وأبرر التقصير بالأقدار ، وأقف أمام الضعف بالسكوت ، لكني قررت : لن يدوم الهروب إلى الأسفل طويلا ، سوف يصبح تراجعا للأعلى ثم صعودا للأرقى فوصولا إلى العليا بإذن الله ، أملنا به كبير وأخذنا بأسبابه سيكون المفتاح الذي يخلصنا من صراعات الضمير .